ايران وخيارات الصراع ؛ هل حسمت خياراتها باتجاه تقاسم السلطة ؟

المقاله تحت باب  في السياسة
في 
11/09/2007 06:00 AM
GMT



بعد معركة شرسة في مجلس الخبراء الايراني حسم الصراع لصالح الشيخ علي اكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مصلحة تشخيص النظام ليكون الرجل الاول على مجلس الخبراء صاحب اعلى صلاحية في تغيير المرشد الاعلى, وبهذا اقترب الشيخ الرفسنجاني من منصب ولاية الفقية لصالحه في حالة وفاة او عزل المرشد الحالي. واستباقا لما سوف يجري سارع المرشد الاعلى السيد علي خامنئي الى تغير قائد الحرس الثوري رحيم صفوي المقرب من الشيخ رفسنجاني واستبداله بجنرال محسوب على التيار المتشدد . في ما يسمى لعبة التوازن. بنية مجلس الخبراء رجحت تواجد التيار الاصلاحي واختارت هاشمي رفسنجاني على حساب جنتي المدعوم من رجل الدين الاكثر نفوذا لدى المتشددين محمد تقي مصباح يزدي.

انتخابات مجلس الخبراء عكست مدى قوة الصراع بين الاصلاحيين والمتدشددين في جملة قضايا لعل ابرزها الملف النووي والعلاقات مع الغرب والعلاقة مع امريكا.

فقد كشف هاشمي رفسنجاني في مذكراته انه يميل الى اقامة علاقات صداقة مع امريكا طيلة فترة الامام الراحل مؤسس الجمهورية الاسلامية وانه اي الامام كان رافضا لشعارات ديماغوجية (الموت لامريكا الموت لاسرائيل) الا انه قبلها بعد ضغط شديد من قبل المتشددين الذين استغلوا الحرب العراقية الايرانية. هذه المقولة التي طرحها رفسنجاني وغيرها فيما يخص دوره في ترطيب العلاقات مع الغرب فتحت له الباب ليتراس المجلس وليبعد خصومه عن الساحة السياسية ,فقد بادر في اول خطاب له بعد فوزه الى توسيع دور مجلس الخبراء في الحياة السياسية واشراك الشعب الايراني في اتخاذ القرارات المصيرية للبلد؟ في الجانب الاخر ابدى الغرب والولايات المتحدة الامريكية الى ترحيبها الضمني بفوز رجل الاعتدال والعقلانية كما وصفه البيت الابيض.

لياتي هذا الترحيب اضافة جديدة للمشهد الايراني الملتهب اصلا.

رفسنجاني المقرب من البازار والبرجوازية الايرانية دفع باتجاه اجراءات اقتصادية تتيح مجالا للاستثمارات الاجنبية بالعمل في ايران كما دعا اكثر من مرة الى ضرورة ايجاد مخرج للازمة الراهنة واشار الى الدور الايراني الذي تلعبه في مجال احلال السلام في الشرق الاوسط

اشارات واضحة جدا ونقاط كبيرة سجلها على خصومه المتشددين والمتخبطين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية. وفي ظل هكذا اجواء يبقى خيار المرشد الاعلى مفتوحا بعد ان ضمن ولاء مؤسسة الحرس الثوري الى جانبه. في ان يواصل دعمه لنجاد في معركته ضد الغرب او التخلي عنه وتبني افكار الشيخ رفسنجاني القادم بقوة للسلطة.

وفي ظل هذا الفوز الكبير الذي حصده الشيخ من قبل كبار الايات هل يبقى المرشد متشددا ام انه قرر الاطاحه بنجاد من اجل الثورة ؟.